الطوبونيم قد يكون اسماً محلياً للمكان، وفي هذه الحالة يسمى: (أندونيم/endonym)، كما قد يكون اسماً اجنبياً لنفس المكان، وهنا يسمى (أكسونيم/exonym). مثال ذلك: [مصر] و [Egypt]، الأول: (أندونيم)، والثاني: (أكسونيم).. في السطور التالية مزيدٌ من التفاصل:
1- الطوبونيم المحلي (أندونيم/endonym):
أ- هو اسم لمكان ما، نابع من لغة وثقافة سكان هذا المكان، مثال ذلك: [اليمن].
ب- اسم موروث من لغة وثقافة قديمة، سادت في هذا المكان ثم بادت، مثال ذلك: مدينة [أربيل].
2- الطوبونيم الأجنبي (أكسونيم/exonym):
أ- اسم يطلقه الأجانب على مكانٍ ما، ولا يستخدمه السكان المحليين، مثال ذلك :الطوبونيم [Mesopotamia]= (العراق).
ب- اسم ذو أصل أجنبي، تبناه السكان المحليين ورضوا به، مثال ذلك : الطوبونيم: [Mauritania]= (شنقيط).
ولكن الأمور ليست دائماً بهذا الوضوح، ثمة حالات يتداخل معها الأندونيم والأكسونيم. الأخير ليس شرطاً أن يكون اجنبياً صرفاً ولاعلاقة له بتسميات محلية للمكان. الامر نفسه يمكن ان يقال عن (الأندونيم)، فقد يكون في الأصل (أكسونيم)، استمر السكان المحليين في استخدامه بعد ان (عربوه).. مزيد من التوضيح في السطور التالية:
أندونيم مترجم: أن يكون الاسم المحلي عبارة عن ترجمة دقيقة او غير دقيقة لـ(أكسونيم)، مثال ذلك: [البحر الأحمر]، وهي ترجمة حرفية للاسم الأجنبي: (Red Sea).
أكسونيم مترجم: أن يكون الاسم الأجنبي عبارة عن ترجمة دقيقة او غير دقيقة لإسم محلي، مثال ذلك: [Empty Quarter]، وهي ترجمة حرفية للاسم المحلي: (الربع الخالي).
أندونيم مُحَوًّر: أن يكون الاسم الأجنبي في الواقع، تسمية محلية للمكان، حية او مُماتة، استخدمها الاجانب، بشيء من التخفيف او التحريف، للدلالة على ذلك المكان، من أمثلة ذلك [Cairo]و[Jericho ] = (القاهرة وأريحا).
أكسونيم مُحَوًّر: هو تحريف طفيف لأكسونيم كان يستخدم كإسم رسمي للمكان، مثال ذلك: [طيسفون] و [قصنطينة].
دور التدوين والنقل الحرفي:
التدوين (transcription) في الطوبونيميا، هو نقل (اسم المكان) من طوره الشفهي البدائي الى كلمة مكتوبة بحروف لغة معينة. أما النقل الحرفي (transliteration)، فهو نقل (اسم المكان) المدون بلغة ما، حرفياً، الى لغة أخرى لها حروف مختلفة. مثال ذلك: مدينة: الـ [طائف]، دونها العرب هكذا بعد ان اصبحت اللغة العربية لغة مكتوبة. هذا الطوبونيم العربي نُقل حرفياً (transliterated) الى اللغة الفرنسية كالتالي: [Taëf).
لاحظ الباحثون المكانيون ان التدوين ليس بالضرورة ان يكون رسماً دقيقاً للاسم كما يُنطق او كما كان يُنطق. كذلك النقل الحرفي، قد تنقصه هو الآخر (الحَرفية) بشكلها المطلوب. التدوين والنقل يصحبه، في كثير من الحالات، تغيرات صوتية وصرفية مثل القلب والابدال والطرح والزيادة، وهو ما من شأنه أن يجعل البحث في الدلالة الأصلية للطوبونيم أمر أكثر صعوبة من المتوقع. من ذلك اسم المكان: (اور شليم)، الذي نُقل من اصله الآرامي والعبري الى: [hierosolymum] و [Lerosalem] في اللاتينية، والى: [Jerusalén] في الاسبانية، والى: [Jerusalem] ، في الإنجليزية.
في العربية اسم: [تبوك] ، دوّنها العرب هكذا، لكن يبدو ان اللاحقة: (-ك)، ليست من اصل الكلمة، لانها ذُكرت في السجلات الأشورية باسم: [تبو] او [طابو]، والتي قد تعني مستنقع او حوض مائي.
كذلك: [يبرين]، وهو اسم بلدة شهيرة على مشارف الربع الخالي، بل واسم آخر للربع الخالي نفسه. بعض الكتب العربية القديمة، لحسن الحظ، حفظت لنا أسماء يبرين الاقدم وهي: [يبرون] و [أبرون]. أصل الاسم الأخير موجود في الكلمة المُهرية: (عبرور) وتعني الرمل، وفي اسم صحراء الـ [عبر] في شمال حضرموت، والتي تُعد امتداد جنوبي للربع الخالي. إضافة طبعاً الى ولاية: [عبري] العمانية المتاخمة للربع الخالي وتشمل بعض اجزاءه. في اللغة العربية: (المِئبر)، هو عرق الرمل. وفي العبرية (הבר/هبر) و(בַּר/بر): صحراء، بر، برّية. الملفت ان سكان الربع الخالي حالياً يشيرون اليه بإسم: (الرملة).
كل هذا يقول ان التدوينات والنقول الحرفية، قد لا تساعد في معرفة معنى (الاندونيم)، ولا عن صلة محتملة له بـ(أكسونيم). الأسوأ من ذلك أنها قد تلعب دوراً تضليلياً، ما لم تتوفر مصادر أخرى تكشف عوار تلك النقول والتدوينات.
اترك تعليقاً